[color=indigo][/color][center][color=indigo][مناظرة أهل البدع والرَّد عليهم من أصول الإسلام[/color][/center]
[color=indigo]]: أن الرَّدَّ من أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح أهل الحديث على رؤوس البدع, رأس في مراد الشارع الحكيم.
ومن استقرأ الوحيين رأى في مواقف الأنبياء مع أممهم, والدعاة مع أهلهم مواقف المناظرة والمجادلة بالتي هي أحسن, وهكذا ورثتهم من بعدهم, فإليكم بيانها: [/color]
[color=white]
[color=indigo][color=indigo][color=indigo]أولاً- القرآن الكريم:
وردت إشارات صريحة في القرآن الكريم تدل على ذلك, وباستقرائها تبين أنها وردت على وجوه:
أ- بيان وظيفة الأنبياء والرسل في دعوتهم:
من المهمات التي بعث الله جلَّ جلاله رسله صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين, بيان مواطن النزاع, والفصل في موارد الإشكال, وفي ذلك يقول الحق عزَّ وجلَّ:
(﴿ ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل وما لهم من ناصرين وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت بلى وعداً عليه حقاً ولكن أكثر الناس لا يعلمون. ليبين لهم الذي يختلفون فيه وليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين))
{ النحل: 36-39}.
وفى متعلق اللام فى قوله تعالى﴿ ليبين لهم الذى يختلفون فيه ﴾تفسيران:
الأول: أنها تتعلق بقوله ﴿ بلى ﴾ أي: يبعثهم ﴿ ليبين لهم ﴾, الضمير في قوله: ﴿ لهم ﴾ عائد إلى من يموت, لأنه شامل للمؤمنين والكافرين.
الآخر: أنها تتعلق بقوله: ﴿ ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً ﴾ أي: بعثناه ﴿ ليبين لهم ﴾.
قلت: والراجح هو التفسير الأخير, بدلالة قوله تعالى:
﴿ تالله لقد أرسلنا إلى أمم قبلك فزين لهم الشيطان أعمالهم فهو وليهم اليوم ولهم عذاب أليم. وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون ﴾ {الزخرف: 63-64}.
إذن, فبيان الخلاف بإحقاق الحق وإزهاق الباطل مقصد إلهي من مقاصد إرسال وإنزال الكتب.
ب- الرد على صنوف المخالفين:
من الدَّهريين, الصابئة, والمجوس, وأهل الكتاب, والمنافقين, والكفار, والمبتدعين.
ت- إبطال شبه الكافرين والجاحدين بالباطل
, وعلى رأسهم إبليس حيث فند الحق شبهه.
ث- تعليم المؤمنين طريق الحوار والاسترشاد والجدل بالتي هي أحسن.
ثانياً: السنة النبوية الصحيحة:
ففي نصوصها الكثير الطيب, فمن فعله:
1- ردَّه صلى الله عليه وسلم على الخويصرة التميمي عندما اعترض على قسمته صلى الله عليه وسلم .
2- وردَّه صلى الله عليه وسلم على النفر الثلاثة الذين سألوا عن عبادته وتقالّوها.
3- وردَّه صلى الله عليه وسلم على عثمان بن مظعون التبتل.
4- وردَّه صلى الله عليه وسلم على من سأله يوم حنين أن يجعل للمسلمين ذات أنواط.
5- محاجة وفد نصارى نجران.
قال ابن قيم الجوزية معلقاً على قصة وفد نجران:
"ومنها :
جواز مجادلة أهل الكتاب ومناظرتهم, بل استحباب ذلك, بل وجوبُه إذا ظهرت مصلحته من إسلام من يرجى إسلامه منهم, وإقامة الحجة عليهم, ولا يهرب من مجادلتهم إلا عاجز عن إقامة الحجة, فليول ذلك إلى أهله, وليُخَلِّ بَيْنَ المَطِيِّ وحَادِيها, والقوس وباريها, ولولا خشية الإطالة لذكرنا من الحُجج التي تلزم أهل الكتابين الإقرار بأنه رسول الله بما في كتبهم, وبما يعتقدون بما لا يمكن دفعه ما يزيد على مئة طريق, ونرجو من الله سبحانه إفرادها بمصنف مستقل.
ودار بيني وبين بعض علمائهم مناظرةٌ في ذلك, فقلت له في أثناء الكلام: ولا يتم لكم القدح في نبوة نبينا صلى الله عليه وسلم إلا بالطعن في الربِّ تعالى والقدح فيه, نسبته إلى أعظم الظلم والسفه والفساد, تعالى الله عن ذلك.
فقال: كيف يلزمنا ذلك؟.
قلت: بل أبلغ مِن ذلك, لا يَتمُّ لكم ذلك إلا بجحوده وإنكار وجوده تعالى, وبيان ذلك أنه إذا كان محمد عندكم ليس بنبي صادق, وهو بزعمكم ملك ظالم, فقد تهيأ له أن يفتري على الله, ويتقول عليه ما لم يقله, ثم يتم له ذلك, ويستمر حتى يحلل, ويحرم, ويفرض الفرائض, ويشرع الشرائع, وينسخ الملل, ويضرب الرقاب, ويقتل أتباع الرسل, وهم أهل الحق, ويسبي نسائهم وأولادهم, ويغنم أموالهم وديارهم, ويتم له ذلك حتى يفتح الأرض, وينسب ذلك كله إلى أمر الله تعالى له به ومحبته له, والربُّ تعالى يشاهده, وما يفعل بأهل الحقّ وأتباع الرسل, وهو مستمر في الافتراء عليه ثلاثاً وعشرين سنة, وهو مع ذلك كله يؤيده وينصره, ويعلي أمره, ويمكن له من أسباب النصر الخارجة عن عادة البشر, وأعجب من ذلك أنه يجيب دعواته, ويهلك أعداءه من غير فعل منه نفسه ولا سبب, بل تارة بدعائه, وتارة يستأصلهم سبحانه من غير دعاء منه صلى الله عليه وسلم , ومع ذلك يقضي له كل حاجة سأله إياها, ويعده كل وعد جميل, ثم ينجز له وعده على أتم الوجوه, وأكملها, هذا وهو عندكم في غاية الكذب والإفتراء والظلم, فإنه لا أكذب ممن كذب على الله, واستمر على ذلك, ولا أظلم ممن أبطل شرائع أنبيائه ورسله, وسعى في رفعها من الأرض, وتبديلها بما يريد هو, وقتل أولياءه وحزبه وأتباع رسله, واستمرت نصرته عليهم دائماً, والله تعالى في ذلك كله يقره, ولا يأخذ منه باليمين, ولا يقطع منه الوتين, وهو يخبر عن ربه أوحى إليه أنه لا صلى الله عليه وسلم أظلم ممن افترى على الله كذِباً أو قال أوحي إليَّ ولم يُوحَ إليه شيء ومن قال سأنزلُ مِثْلَ ما أنزل الله){الأنعام: 93} فيلزمكم معاشر من كذبه أحد أمرين لابد لكم منها:
إما أن تقولوا: لا صانع للعالم, ولا مدبر, ولو كان للعالم صانع مدبر قدير حكيم, لأخذ على يديه, ولقابله أعظم مقابلة, وجعله نكالاً للظالمين إذ لا يليق بالملوك غير هذا, فكيف بملك السماوات والأرض, وأحكم الحاكمين؟
والثاني: نسبة الرب إلى ما لا يليق به من الجور, والسفه, والظلم, وإضلال الخلق دائماً أبد الآباد, لا بل نصرة الكاذب, والتمكين له من الأرض, وإجابة دعواته, وقيام أمره من بعده, وإعلاء كلماته دائماً, وإظهار دعوته, والشهادة له بالنبوة قرناً بعد قرن على رؤوس الأشهاد فكل مجمع وناد, فأين هذا من فعل أحكم الحاكمين, وأرحم الراحمين؟ فلقد قد حتم في رب العالمين أعظم قدح, وطعنتم في أشد طعن, وأنكرتموه بالكلية, ونحن لا ننكر أن كثيراً من الكذابين قام في الوجود, وظهرت له شوكة, ولكن لم يتم له أمره, ولم تطل مدته, بل سلط عليه رسله وأتباعهم, فمحقوا أثره, وقطعوا دابره, واستأصلوا شأفته.
هذه سنته يفي عباده منذ قامت الدنيا, وإلى أن يرث الأرض ومن عليها فلما سمع مني هذا الكلام.
قال: معاذ الله أن نقول: إنه ظالم أو كاذب, بل كُل منصف من أهل الكتاب يقر بأن من سلك طريقه, واقتفى أثره, فهو من أهل النجاة والسعادة في الأخرى.
قلت له: فكيف يكون سالك طريق الكذاب, ومقتفي أثره بزعمكم من أهل النجاة والسعادة؟
فلم يجد بدأ من الاعتراف برسالته, ولكن لم يرسل إليهم.
قلت: فقد لزمك تصديقه, ولابد وهو قد تواترت عنه الأخبار بأنه رسول رب العالمين إلى الناس أجمعين, كتابيهم وأمِّيهم, ودعا أهل الكتاب إلى دينه, وقاتل من لم يدخل في دينه منهم حتى أقروا بالصغار والجزية, فَبُهِتَ الكافر, ونهض من فوره".
والمقصود: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يزل في جدال الكفار على اختلاف مللهم ونحلهم إلى أن توفى, وكذلك أصحابه من بعده, وقد أمره الله سبحانه بجداله بالتي هي أحسن في السورة المكية والمدنية, وأمره أن يدعوهم بعد ظهور الحُجَّة إلى المباهلة, وبهذا قام الدين, وإنما جعل السيف ناصراً للحجة, وأعدل السيوف سيف ينصر حجج الله وبيناته, وهو سيف رسوله وأمته" ا.هـ.
ومن قوله:
1-"جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم.
2-"يحمل هذا العلم من كل خلف عدد له ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين".
ومن إقراره صلى الله عليه وسلم :
- إقراره لحسان بن ثابت في هجائه للمشركين:
ثالثاً: أقوال الصحابة رضي الله عنهم:
قام الصحابة رضي الله عنهم بواجب الجهاد عن الإسلام عقيدة وشريعة خير قيام من رد البدع, وتفنيد الأهواء المضلة ووئدها في مهدها, فمن ذلك:
1-مناظرة عبد الله بن مسعود رضي الله عنه لأفراخ الخوارج في مسجد الكوفة.
2-مناظرة عبد الله بن عباس رضي الله عنه للخوارج.
3-مناظرة أمير المؤمنين على بن أبي طالب للخواج.
وستمر بك إن شاء الله, وهي مشهورة:
قال ابن عبد البر رحمه الله:
" وناظر على رضي الله عنه الخوارج حتى انصرفوا, وناظرهم ابن ابن عباس أيضاً بما لا مدفع فيه من الحجة من نحو كلام علي, ولولا شهرة ذلك وخشية طول الكتاب لاجتلبت ذلك على وجهه").
[/color][/color][color=indigo][/color][/color]