المد اللازم وأقسامه
المد اللازم: هو أن يأتي بعد حرف المد حرف ساكن في حال الوصل والوقف.
وينقسم عند القراء إلى قسمين: لازم كلمي منسوب للكلمة، ولازم حرفي منسوب للحرف، وكل منهما إما مخفف أو مثقل.
المد اللازم الكلمي:
هو أن يجتمع السكون الأصلي مع حرف مد في كلمة، وينقسم إلى قسمين:
ـ المد اللازم الكلمي المثقَّل:
وهو أن يكون بعد حرف المد حرف مشدد في كلمة واحدة نحو:{
ولا الضالين}، و: {
الصاخة}، و:{
الحاقّة}، و:{
دآبّة}، وفي مقدار مده خلاف، والأرجح أنه يمد ست حركات.
ـ المد اللازم الكلمي المخفّف:
وهو أن يكون بعد حرف المد حرفٌ ساكن نحو:{
ءالآنَ} المستفهم بها في موضعين من سورة يونس، ونحو: {
ومحيايَ} بسكون الياء عند من سكن. ومقدار مده ست حركات.
المد اللازم الحرفي:
وهو أن يجتمع السكون الأصلي والمد في حرفٍ هجاؤه على ثلاثة أحرف أوسطها حرف مد ولين نحو:{
ص}، و:{
حم}، و:{
ن}.
وينقسم إلى قسمين: مثقل، ومخفف وهو بقسميه يكون في فواتح السور ومنحصر في ثمان حروف ويعبّر عنها القراء بقولهم: "نقص عسلكم"، للألف منها أربعة أحرف وهي:{
ص والقرءان}، وكاف وصاد من فاتحة مريم، و:{
ق والقرءان}، و:{
ق} من فاتحة الشورى، ولام من:{
الم}. وللياء حرفان: الميم من:{
الم}، والسين من:{
يس}، و:{
طسم}. وللواو حرف واحد من:{
ن والقلم} فقط. فهذه السبعة تمد مدًّا مشبعًا بلا خلاف.
أمّا العين من فاتحة مريم والشورى ففيها وجهان عند كل القراء: المد وهو أشهر عند أهل الأداء، والتوسط.
(أ) المد اللازم الحرفي المثقَّلُ:
وهو أن يُدغَم الحرف الذي بعد حرف المد كمد اللام إذا وصلت بميم من:{
الم}، والسين إذا وصلت بميم من:{
طسم} ومقدار مده ست حركات.
(ب) المد اللازم الحرفي المخففُ:
وهو أن يمد الحرف الذي لم يدغم ءاخره بما بعده نحو:{
ن}، و:{
ق}، و:{
ص}، والميم من:{
حم}، والكاف والعين والصاد من:{
كهيعص} وقد تقدم ذكر ذلك.
أما غير حروف المد الثلاثية من كل حرف هجاؤه على حرفين أو على ثلاثة وليس وسطه حرف مدّ فإنه يمد مدًّا طبيعيًّا بلا خلاف، واستثني من ذلك الألف فليس فيه مد مطلقًا لأن وسطه متحرك.
وهذا النوع أيضًا مذكور في فواتح السور يجمعها لفظ "حي طاهر"، فالحاء من:{
حم}، والياء من:{
يس}، والطاء والهاء من:{
طه} والراء من:{
الر} ولا شىء من الألف لما مر.
وخلاصة ما تقدم أن فواتح السور على قسمين:
1 ـ ما يمد مدًّا لازمًا وهو المذكور في: "نقص عسلكم" ما عدا العين ففيها وجهان.
2 ـ ما يمد مدًّا طبيعيًّا وهو المذكور في: "حي طاهر" ما عدا الألف فلا تمد أصلاً.