ضبط مقدمة تحفة الاطفال
ان هذه المنظومة من بحر الرجز ، وهو من أسهل بحور الشعر ووزن هذا
البحر هو :
مستفعلن مستفعلن مستفعلن مستفعلن مستفعلن مستفعلن
وكما هو ملاحظ أن التفعيلة " مستفعلن" مكونه من حركة وسكون ثم حركة وسكون ثم حركتين
وسكون، هكذا : مس/ تف/ علن ، فالأصل أن يكون البحر كله على هذه الطريقة ، وبهذا يكون
تامّا، والعروض والضرب صحيحتان،وإليكم هذا المثال للتوضيح :
قال الناظم - رحمه الله - :.
صف ذا ثنا / كم جاد شخ/صن قد سما دم طييبن / زد في تقن / ضع ظالما /
مستفعلن / مستفعلن / مستفعلن مستفعلن / مستفعلن / مستفعلن
فالعروض والضرب من الشطرين صحيحتان ، ولا يعتد بدخول الزحاف من ( الخبن والطي والخبل)
في بعض المواضع ، وذلك لعدم لزوم بقية الضرب والعروض على هذا المنوال.
واعلم اخي الكريم أن معرفة هذا الكلام مهم جدا لطالب العلم المنشغل بهذا المتن وغيره ، وذلك
لان هناك بعض الأخطاء تقع في كلمات هذه المنظومة بسب العروض وسأحاول بيان ذلك عند
الضرورة - إن شاء الله- 0
والآن أبدأ في التعليقات على هذا المتن ، فأقول وبالله التوفيق :.
*قول الناظم- رحمه الله- في مقدمة التحفة : ( يقول راجي رحمة الغفور )، في بعض النسخ
المطبوعة والمسجلة تقول " رحمة " بالنصب على أنها مفعول به ، وهذا خطأ ، والصواب أن
نقول " رحمة " بالجر على الإضافة، وكما قال العلماء: لا يجوز أن نقول " رحمة " بالنصب
على المفعولية إلا إذا أعملنا شيئين في اسم الفاعل " راجي" :.
الأول: أن ينوّن اسم الفاعل مع حذف الياء هكذا: "يقول راجٍ " ، ولا يجوز هنا أن نحذف الياء من
راجي وذلك لمخالفة ما كتبه ورسمه الناظم - رحمه الله تعالى -
قال الشيخ الضباع - رحمه الله- في " منحة ذي الجلال في شرح تحفة الأطفال " ص 33:
ولولا كتابة الياء في "راجي" لجاز تنوينه ونصب "رحمة " مفعولا به .
وقال الشيخ ملا علي القاري - رحمه الله - في شرحه على المقدمة الجزرية :
نصب " عفو " مع تنوين راج لا يصح رواية ولا دراية لأنه سيخالف ما رسمه وسطّره الناظم
أقول ولا فرق بين " رحمة " و " عفو" من حيث الجر على الاضافة ، والله تعالى أعلم.
الشئ الثاني الذي إذا أعملناه في اسم الفاعل جاز نصبه : إذا كان اسم الفاعل معرّفا بأل
فحينئذ نقول " يقول الراجي رحمة" بنصب " رحمة " على المفعولية تخفيفا، وهذا معتبر في
اللغة العربية كما قال ملا علي قاري، ولكنه وجه ضعيف، وأيضا للمحافظة على وزن البيت
إذا الصحيح الذي نقوله هو :"رحمة" بالجر على الاضافة، والله تعالى أعلم
قول الناظم -رحمه الله- : عن شيخنا الميهي ذي الكمال0
قال الشيخ الجمزوري في كتابه " فتح الأقفال" : ذي الكمال: أى التمام في الذات والصفات
وسائر الأحوال الظاهرة والباطنة فيما يرجع للخالق والمخلوق0
أقول:هذا لا شك فيه أنه من الغلو والإفراط في المخلوق حيث إن الكمال المطلق لا يكون إلا لله
سبحانه وتعالى في الذات والصفات ، فالله تبارك وتعالى لاينام ولا ينبغي له أن ينام ، ولا يأكل
ولا يشرب ، لاولد له ولا ندّ له ولا زوجة له ( ليس كمثله شئ وهو السيمع البصير ) ، فالله تعالى
له صفات الكمال ولا يوصف بنقص على الإطلاق، أمّا المخلوق فهو العبد الضعيف الفقير المسكين
الذي يأكل ويشرب ويتغوط ويتبول ويتزوج ويمرض ويموت ، فأي فرق بين الخالق والمخلوق
في الصفات؟ ، نعم المخلوق له كمال ، ولكنه كمال نسبي ، لان الله هو الذي علمه ، أمّا الكمال
المطلق فلا يوصف به مخلوق البتة ، حتى لا نسوي بين الخالق والخلوق في الذات والصفات؛ لذا
عدّل بعض محققي النظم من طلاب العلم السلفيين قول الناظم "ذي الكمال" إلى " ذي الجمال"
أقول: ولكننا ننطق ونلفظ بها كما قال الناظم وننبه الطلاب على هذه المسائل العقيدية التى
تركناها وراءنا ظهريا والتي ينبغي على كل مسلم أن يتعلم منها ما هو فرض عين عليه ، لان
العقيدة أشرف العلوم على الإطلاق ولا يماري في ذلك إلا جاهل بربه سبحانه وتعالى، ولأنك
ستسأل في قبرك من ربك وما دينك وما نبيك ؟ ، أسال الله - عزّ وجل- بأسمائه الحسنى وصفاته
العلى أن يتقبل منا صالح أعمالنا ، وأن يميتنا على عقيدة أهل السنة والجماعة أعني : السلف
الصالح،وأن يرزقنا حسن الخاتمة 0000 آمين