القراءات ( حسام احمد )
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى يهتم بدراسات القران الكريم ( النصوص منقولة بتصرف )
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 باب الراءات لورش

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


عدد الرسائل : 142
العمر : 52
تاريخ التسجيل : 06/06/2007

باب الراءات لورش Empty
مُساهمةموضوع: باب الراءات لورش   باب الراءات لورش I_icon_minitimeالأربعاء يونيو 20, 2007 5:16 am

أصوله في الراءات
لورش في باب الراءات واللامات مذاهب تعتبر من أهم الخصائص التلاوة المغربية لتشعب مباحث الباب وقد أشار غير واحد من شراح الشاطبية وغيرهم إلى اختصاص المغاربة بنقل هذه المذاهب دون غيرهم من المشارقة، قال الجعبري في باب الراءات من "الكنز": "خاتمة": أكثر كتب أصحابنا العراقيين خالية من الراءات واللامات إلا القليل.. قال: "لأن طريق ورش عندهم الإصبهاني لا الأزرق غالبا"( ).

وقال في باب اللامات : "كل من نقل لورش طريق الأزرق ذكره، ومن لا فلا".
والصفتان اللتان تعرضان لحرف الراء في هذا الباب هما الترقيق والتفخيم، فالترقيق- كما قال الحافظ ابن الجزري "من الرقة، وهو ضد السمن، فهو : عبارة عن إنحاف ذات الحرف ونحوله، والتفخيم : من الفخامة وهي العظمة والكثرة فهي : عبارة عن ربو الحرف وتسمينه، فهو والتغليظ واحد، إلا أن المستعمل في الراء في ضد الترقيق هو التفخيم، وفي اللام التغليظ" قال :

"وقد عبر قوم أن الترقيق في الراء بـ"الإمالة بين اللفظين "كما فعل الداني( ) وبعض المغاربة وهو تجوز، إذ الإمالة : أن تنحو بالفتحة إلى الكسرة وبالألف إلى الياء كما تقدم، والترقيق إنحاف صوت الحرف، فيمكن اللفظ بالراء مرققة غير ممالة، ومفخمة ممالة، وذلك واضح في الحس( ) والعيان، وإن كان لا يجوز مع الإمالة إلا الترقيق، ولو كان الترقيق إمالة لم يدخل على المضموم والساكن، ولكانت الراء المكسورة ممالة، وذلك خلاف إجماعهم. قال :

"ومن الدليل أيضا على أن الإمالة غير الترقيق أنك إذا أملت "ذكرى" التي هي "فعلى" بين بين كان لفظك بها غير لفظك ب"ذكرا" "المذكر وقفا إذا رققت، ولو كانت الراء في المذكر بين اللفظين لكان اللفظ بهما سواء وليس كذلك، ولا يقال إنما كان اللفظ في المؤنت غير اللفظ في المذكر لأن اللفظ بالمؤنت ممال الألف والراء، واللفظ بالمذكر ممال الراء فقط، فإن الألف حرف هوائي لا يوصف بإمالة ولا تفخيم، بل هو تبع لما قبله، فلو ثبت إمالة ما قبله بين اللفظين لكان ممالا بالتبعية كما أملنا الراء قبله في المؤنث بالتبعية ولما اختلف اللفظ بهما والحالة ما ذكر، ولا مزيد على هذا في الوضوح والله أعلم"( ).

ثم ساق ابن الجزري مذهب ورش في الراءات واستهله بلفت النظر إلى ما تقدم من خصوصية المغاربة والمصريين قديما بنقله عن ورش فقال : "إذا علم ذلك فليعلم أن الراءات في مذاهب القراء عند أئمة المصريين والمغاربة- وهم الذين روينا رواية ورش من طريق الأزرق من طرقهم- على أربعة أقسام : قسم اتفقوا على تفخيمه، وقسم اتفقوا على ترقيقه، وقسم اختلفوا فيه عن كل القراء، وقسم اختلفوا فيه عن بعض القراء فالقسمان الأولان اتفق عليهما سائر القراء وجماعة أهل الأداء من العراقيين والشاميين وغيرهم، فهما مما لا خلاف فيهما، والقسمان الآخران مما انفرد بهما من ذكرنا"( ).
وقد تقدمه ابن أبي السداد فقال : "فإذا تقرر هذا فاعلم أن الراءات في مذاهب القراء ثلاثة أقسام : قسم اتفقوا على تفخيمه، وقسم اتفقوا على ترقيقه، وقسم اختلفوا فيه، فرققه ورش وحده، وفخمه الباقون( ).

ونظرا لكون القسم الذي رققه ورش هو الذي يهمنا هنا فإننا سنقتصر عليه، وكذلك فإني سأعمد إلى ذكر مذاهب الأقطاب الثلاثة أئمة المدارس المغربية الثلاث الكبرى فيها، وهم الحافظ أبو عمرو الداني وأبو محمد مكي وأبو عبد الله بن شريح وقد تقدم ذكر ذلك مفصلا في تراجمهم في الفصول التي عقدناها لبيان اختياراتهم ومقومات مدارسهم، ولذلك نكتفي هنا بذكره مجملا مختصرا مع الاقتصار على مسائل الخلاف لا غير.
مذاهب ورش في الراءات والمختلف فيه منها بين أقطاب المدرسة المغربية الثلاثة :

استعرضنا في الفصول التي عقدناها لمذاهب الأقطاب واختياراتهم ومقومات مدارسهم جملة مسائل الخلاف وأهم ما اخذ به كل إمام من الأقطاب العشرة الكبار الذين أصلوا للقراءة في المدرسة المغربية الجامعة، ونريد في هذا الفصل أن نقف على مذاهب ورش في الراءات مختصرة وما أخذ به الثلاثة الكبار فيها، وهم أبو عمرو الداني زعيم "المدرسة الأثرية" أو "الاتباعية" والشيخ مكي بن أبي طالب القيسي زعيم مدرسة القيروان أو "المدرسة القياسية"، والإمام أبو عبد الله بن شريح زعيم "المدرسة التوفيقية:" التي توسطت بين المدرستين، مع اعتمادنا الألقاب العلمية المصطلح عليها في ذلك للتفريق بن الثلاثة، فإذا فيل "الحافظ" – كما تقدم- فالمراد أبو عمرو الداني، وإذا قيل "الشيخ" فالمراد مكي، وإذا قيل "الإمام" فالمراد ابن شريح صاحب "الكافي"، وهذه الطرق الثلاثة هي أمهات الطرق المقروء بها عند المغاربة كما قدمنا في موضعه من البحث وسنعتمد في المقابلة بين مذاهب هؤلاء الأقطاب طلبا للاختصار على ما لخصه الشيخ ابن أبي السداد في "الدر النثير".

قال الحافظ أبو عمرو في "التيسير" :
"اعلم أن ورشا كان يميل فتحة الراء قليلا بن اللفظين إذا وليها من قبلها كسرة لازمة أو ساكن قبله كسرة أو ياء ساكنة، وسواء لحق الراء تنوين أو لم يلحقها، فأما ما وليت الراء فيه الكسرة فنحو قوله- عز وجل- "الآخرة" و"باسرة" و"ناضرة" و"فاقرة" "وتبصرة" و"المدبرات" "والمعصرات" و"ظهرا" "وساحران" "ومدبرا" و"صابرا" وشبهه.
وأما ما حال بن الراء والكسرة فيه الساكن فنحو قوله- عز وجل – "الشعر" و"السحر" و"الذكر" و"سدرة" و"ذو مرة" و"لعبرة" وشبهه.
وأما ما وليت الراء فيه الياء، وسواء انفتح ما قبلها أو انكسر فذلك نحو قوله "الخيرات" و"حيران" و"الخير"، و"غيركم" و"المغيرات" و"الفقير" وخبيرا" و"بصيرا" و"نذيرا" وخيرا" و"طيرا" و"سيرا" وشبهه.
"ونقص مذهبه مع الكسرة في الضربين في قوله "الصراط" و"صراط" حيث وقعا، و"الفراق" و"فراق بيني" والإشراق" و"اعراضا" "ومدرارا" و" اسرارا" و"ضرارا" و"فرارا" و"الفرار" و"إبراهيم" و"إسرائيل"، و"عمران" و"ارم ذات العماد" و"امرا" و"ذكرا" و"سترا" و"وزرا" و"صهرا" و"حجرا" وإصرهم" و"إصرا" و"مصر" و"مصرا" و"قطرا" وفطرت الله" و"وقرا" وما كان من نحو هذا، فأخلص الفتح للراء في ذلك كله من أجل حرف الاستعلاء والعجمة وتكرير الراء مفتوحة ومضمومة قال :
"وحكم الراء المضمومة مع الكسرة والياء حكم المفتوحة سواء نحو "يسرون" و"منذر" و"قدير"و"بصير" و"خبير" و"خير" و"ذكر" و"بكر" وشبهه.
وأمال أيضا فتحة الراء في قوله في والمرسلات "بشرر" من أجل جرة الراء الثانية بعدها، وأخلص فتحها في قوله "أولى الضرر" في النساء لأجل الضاد قبلها، وقرأ الباقون بإخلاص الفتح في جميع ما تقدم"( ).
هذا مذهب ورش في الراءات مجملا من طريق أبي عمرو الحافظ في "التيسير"، وهو الذي عليه العمل عندنا في التلاوة المغربية اليوم تبعا لما نظمه الشاطبي من أصوله في "الحرز" وتبعه أبو الحسن بن بري في "الدرر اللوامع".
تلخيص ابن أبي السداد للخلاف في شرح التيسير :
قال ابن أبي السداد في عرضه للمتفق عليه والمختلف فيه لورش من طرق الأقطاب الثلاثة المذكورين عمداء المدارس المغربية :
"واعلم أن مجموع الراءات التي يشتمل عليها هذا القسم فإني الآن- بحول الله عز وجل- أذكرها وأحصرها في فصلين : أحدهما اتفق الحافظ والشيخ والإمام فيه على الترقيق لورش، والثاني اختلفوا فيه، وأقدم المختلف فيه مستعينا بالله تعالى.
الفصل الأول : فيما اختلفوا فيه من الراءات، ويشتمل على ثمانية أقسام :
القسم الأول : "سراعا" و"ذراعا" تفرد الإمام فيهما بالتفخيم.
القسم الثاني : "كبره" و"لعبرة" و"وزر أخرى" حيث وقع، تفرد الشيخ فيها بالتغليظ.
القسم الثالث : "حذركم"، اتفق الشيخ والإمام على تغليظه.
القسم الرابع: "عشيرتكم " في التوبة "واجرامي" "وحيران"، ذكر الشيخ والإمام عن ورش التغليظ والترقيق، وقال الإمام في "إجرامي" أن بين اللفظين أكثر".
القسم الخامس : "عشرون" "وكبر ما هم ببالغيه" و"وزرك" و"ذكرك" و"حصرت صدورهم" مذهب الشيخ التغليظ وعن الإمام الوجهان، وقال إن التفخيم في "وزرك" و"ذكرك" أكثر، ولا خلاف في ترقيق "حصرت"في الوقف.

القسم السادس : "المرء" في قوله تعالى "بين المرء وزوجه" و"بين المرء وقلبه"، ذكر الشيخ والإمام عن ورش التغليظ والترقيق، وقال الشيخ: والمشهور عن ورش الترقيق، وقال الإمام والتفخيم أكثر وأحسن.

القسم السابع : كل راء منصوبة منونة بع كسرة أو ياء ساكنة، فالتي بعد الكسرة من ذلك عشرون حرفا وهي "شاكرا" "وسامرا" و"صابرا" و"ناصرا" و"حاضرا" و"ظاهرا" و"عاقرا"…إلخ قال بعد تمام العشرين حرفا :
والذي بعد الياء الساكنة على ضربين : أحدهما أن تكون الياء حرف لين و هو بذلك ثلاثة ألفاظ وهي "خيرا" و"طيرا" و"سيرا"، والثاني أن تكون الياء حرف مد وهو على ضربين : أحدهما أن يكون وزنه "فعيلا" وجملته اثنان وعشرون حرفا وهي "قديرا" وخبيرا" و"بصيرا" …إلخ تلك الحروف ..ذكر الإمام في جميع ذلك عن ورش في الوصل التغليظ والترقيق، وفي الوقف الترقيق لا غير، وافقه الشيخ على ما كان وزنه "فعيلا" وقال إن التفخيم في الوصل مذهب أبي الطيب( )،وما ليس وزنه "فعيلا" أخذ فيه بالترقيق في الحالين، ومذهب الحافظ الترقيق في جميع ما تقدم في هذاالفصل.

القسم الثامن : كل راء منصوبة منونة قبلها حرف ساكن صحيح غير حرف الاستعلاء، وقبل ذلك الساكن كسرة، وجملته في القرءان ستة أحرف وهي "ذكرا" و"سترا" "وزرا" و"إمرا" و"حجرا" وصهرا"، مذهب الحافظ والشيخ التفخيم في الستة- قال الشيخ : إلا "صهرا" فإنه بالوجهين لورش، وأما الإمام فنقل في هذه الستة التغليظ لورش ثم قال : إلا "صهرا" في الفرقان فإنه "بين اللفظين" في الحالين ثم قال : وقد قرأت له هذا الفصل كله بين اللفظين.

فحصل من هذا التفخيم في "صهرا" للحافظ، والترقيق للإمام، والوجهان للشيخ، وأن باقي الفصل بالتفخيم من الطرق الثلاثة، وزاد الإمام بين اللفظين والله أعلم"( ).

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alkoraan.ahlamontada.com
Admin
Admin
Admin


عدد الرسائل : 142
العمر : 52
تاريخ التسجيل : 06/06/2007

باب الراءات لورش Empty
مُساهمةموضوع: باب الراءات لورش2   باب الراءات لورش I_icon_minitimeالأربعاء يونيو 20, 2007 5:18 am

الفصل الثاني : فيما اتفق الحافظ والشيخ والإمام على ترقيقه لورش وتفخيمه لسائر القراء
ساق ابن أبي السداد المتفق عليه بين الأقطاب الثلاثة مفصلا بأمثلته ونقتصر مما ذكره على مجمله دون ما ذكره من التفاصيل، فمن ذلك :
أ‌) الراء المفتوحة المتوسطة في الاسم وهي أربعة أضرب :
1- الراء المفتوحة في وسط الاسم بعد كسرة لازمة نحو "فراشا" و"سراجا" و"مراء" و"كراما".
2- أن يفصل بين الراء والكسرة حرف ساكن صحيح غير الصاد والطاء والقاف نحو "إخراج" و"إكراه" و"إسراف".
3- أن يفصل بين الراء والكسرة ياء ساكنة نحو "كبيرة" و"كثيرة" و"بحيرة" و"عشيرتهم" من غير سورة براءة.
4- أن تكون قبل الراء ياء ساكنة بعد فتحة مثل الخيرات و"غيركم" و"قد تقدم ذكر "حيران " وأخواته في الفصل الأول.
ب) ومنه الراء المفتوحة المتوسطة في الفعل نحو "لأكفرن" و"أحضرت الأنفس" و"لنحضرنهم" و"بعثرت".
ت) ومنه الراء المفتوحة في آخر الاسم ولا تكون منونة، لأن الراء المنصوبة المنونة قد تقدمت في الفصل الأول- في المختلف فيه- والوارد منه في القرآن أربعة أضرب :
1- الراء المفتوحة بعد الكسرة نحو "كبائر" و"بصائر" و"الحناجر" و"قاطر" و"ظاهر" إلخ.
2- أن يفصل بينها وبين الكسرة ساكن صحيح نحو "السحر" و"الذكر" و"الشعر"…إلخ.
3- أن يفصل بينها وبين الكسرة ياء ساكنة نحو "الفقير" و"العير" و"الحمير" و"الخنازير" و"قوارير".
4- أن يقع قبلها ياء ساكنة بعد فتحة نحو "الخير" و"الطير" والسير" و"غير" و"لاضير".
ث) الراء المفتوحة في آخر الفعل نحو "سخر" و"خسر" و"يظهر" و"ازدجر" إلخ.." ( ).

تلك جملة المتفق عليه والمختلف فيه من أحكام الراءات بين أقطاب المدارس الثلاث، والتي عليها العمل عندنا منها هي التي أجملناها من كتاب التيسير، ولذلك أضرب الإمام الشاطبي عن التعرض لما سواها مما ذكره أبو عمرو في غير "التيسير" أو ذكره مكي أو ابن شريح أو غيرهما من مشايخ المدرسة القيروانية مما نجد طرفا منه في القصيدة الحصرية كما عرضناها، وقد اكتفى الشاطبي في التنبيه على تلك المذاهب المخالفة لما أخذ به أبو عمرو في "التيسير" بقوله :
"وفي الراء عن ورش سوى ما ذكرته مذاهب شذت في الأداء توقلا
وقد قدمنا طرفا مهما من ذلك في الفصول التي عقدناها للأئمة القيراونيين كأبي عبد الله بن سفيان وأبي العباس المهدوي وأبي محمد مكي وأبي القاسم الهذلي وأبي علي بن بليمة وأبي القاسم بن الفحام وأبي الحسن الحصري فيمكن الرجوع إليه.

قال أبو عبد الله الفاسي في "اللآلئ "الفريدة" في قول الشاطبي "وفي الراء عن ورش سوى ما ذكرته…" :

"لما انقضى الكلام فيما اشتهر من المستثنى لورش نبه على أن ثم كلما أخر وأصولا استثنيت له أيضا، إلا أنها شاذة في الأداء، مبنية على أقيسة ضعيفة يضعف النص في بعضها ويعدم في بعض :

فمن ذلك "وزر أخرى "حيث وقع، و"وزرك" في "ألم نشرح"، ومنه عند بعضهم "وزرك" و"ذكرك" في "ألم نشرح" دون "وزر أخرى"، ومنه "حذركم" و"لعبرة" و"اجرامي" و"عشرون" "وكبر" و"كبره" و"عشيرتكم" و"حصرت صدورهم" في الوصل، وفي الوقف لمن استثناه وجهان، ومنه ما وقع بعده ألف الإثنين اسما كانت أو حرفا نحو "تنتصران" و"ساحران"، وما وقع بعده ألف بعده همزة أو عين نحو "مراء" و"افتراء" وذراعيه" و"سراعا"، وما كان منصوبا منونا بعد ياء أو كسرة نحو "خبيرا" و"نذيرا"، واستثنى بعضهم من هذا النوع الأخير ما كان وزنه "فعيلا" لا غير"( ).

قضية السبب إذا تأخر :
وإذا تأملنا أصول ورش في باب الراءات وجدنا أنه يراعي في برقيق الراءات وجود الأسباب المقتضية للترقيق وهي الكسرة اللازمة سواء كانت في الراء أو قبله، وسواء كانت متصلة به قبله نحو "كراما" وفرعون" أو مفصولة عنه بساكن نحو "إكراههن" و"إجرامي" و"اخراجا" إلا ما كان الساكن فيه من حروف الاستعلاء غير الخاء نحو "مصر" وفطرت" أو كان بعد الراء ما يمنعها من الترقيق كحرف الاستعلاء في "صراط" و"اعراضهم" أو تكررت الراء بالفتح أو الضم نحو"مدرارا" "وضرارا" و"لن ينفعكم الفرار"، أو كان أعجميا نحو "إبراهيم" و"إسرائيل" و"ارم".

أما السبب الثاني فهو الياء الساكنة قبل الراء سواء كان ما قبلها مفتوحا نحو "خيرا" و"الطير" أو مكسورا نحو "الخبير" وقديرا" و"زمهريرا" و"قمطريرا" و"تثير" و"يجير" و"المصير".
أما السبب الثالث فالإمالة نحو "القرى" و"مجريها" و"ذكريها" واعشريك" و"تتمارى" و"يتوارى" و"النصارى".
وهذه الأسباب كما تلاحظ بعضها واقع قبل الراء وبعضها مقارن لها كالكسرة والإمالة لأن إمالة الألف كما تقدم لا تكون دون إمالة الفتحة قبلها نحو الكسرة لزوما.
وأما الترقيق لسبب بعد الراء فلم يقل به أحد من أهل التوجيه للقراءات إلا في قوله "بشرر" في المرسلات كما قال ابن بري :
"وقبل كسرة وياء فخما
إذ لا اعتبار لتأخر السبب
وإنـما اعتــــــير في "بشــرر" في "المرء" ثم "قرية" و"مريما"
هنا وإن حكي عن بعض العرب
لأنــــه وقــــــع في مــكـــرر
ولكن مدرسة أهل القيروان قد قالت بشيء من ذلك اعتمادا على بعض اختيارات مشيخة الإقراء من المصريين، وأصروا على اعتبار السبب المتأخر في اجتلاب الترقيق للراءات على مذهب ورش، فاعتبروا الكسرة بعد الراء في "بين المرء" موجبة للترقيق فيه، كما اعتبروا الياء بعد الراء الساكنة موجبة للترقيق في "قرية" ومريم" واحتجوا لذلك وانتصروا له والفوا في صحته، واحتج لهم فيه من سلك سبيلهم واقتفي مذهبهم كما فعل أبو الحسن بن شريح في تأليفه الذي خصه بهذه المسألة وسماه "كتاب الانتصاف من الحافظ أبي عمرو الداني المقرئ في رده ترقيق راء مريم وقرية"( ).
وفي الوقت ذاته احتج الآخذون بمذهب أبي عمرو الداني في ترك اعتبار السبب المتأخر فألف أبو داود سليمان ابن نجاح المؤيدي صاحب أبي عمرو وعميد مدرسته من بعده كتاب "الاختلاف في راء" المرء" في قوله تعالى "بين المرء وزوجه" و"بين المرء وقلبه"، وقد أشرنا إلى كتابه هذا وكتاب أبي الحسن شريح في ذكر مؤلفات أبي داود وذكرنا أن "الكتابين معا يمثلان نوعا من السجال العلمي والمحاماة عن اتجاهي المدرستين" من لدن اتباعهما.

كما ذكرنا إشارة أبي جعفر بن الباذش إلى القضية وقوله : "وقد ألف في ذلك أبو داود كتابا أذن لنا في روايته عنه قال : "وكان أبو محمد مكي والناس الجماء الغفير يأخذون بالترقيق، وعليه اليوم أكثر القرأة عندنا"( ).
وقد ذكرنا طرفا من هذا السجال الذي قاد إلى معركة علمية لم يخمد أوارها إلى زمن متأخر بسيادة مذاهب "المدرسة الأثرية"، وخاصة بعد ظهور قيدوم هذه المدرسة الإمام أبي القاسم الشاطبي واستقرار مذاهبه في المشرق والمغرب استمساكا بما قرره في هذه المسألة في قوله :
"وما بعده كسر أو اليا فمالهم
وما لقياس في القراءة مدخل بترقيقه نص وثيق فيمثلا
فدونك ما فيه الرضا متكفلا
وعلى العموم فقد أسالت المسألة مدادا كثيرا من لدن طرفي الخلاف نجد آثاره بارزة فيما كتبه أبو عمرو الداني نفسه في إبطال مذهب محمد بن علي الأذفوري وغيره من أهل الأداء من المصريين من مشيخة مكي والمهدوي ثم الحصري حتى إن منهم من إدعى أن "ترقيقها لأجل ذلك إجماع من الأئمة القراء"( ).

وقد بسطنا طرفا من احتجاج أبي عمرو لمذهبه في ترجمته، ويمكن لمن طلب المزيد من التحقيق فيها أن يرجع إلى شروح الشاطبية والبرية عند ذكر الأبيات التي نقلناها عنهما هنا، كما يمكن الرجوع إلى"النشر" لابن الجزري الذي ناقش مستندات الطرفين فقال فيما يخص "قرية" و"مريم":
"وقد بالغ أبو الحسن الحصري في تغليط من يقول بتفخيم ذلك فقال :
"وإن سكنت والياء بعد كمريم فرقق وغلط من يفخم عن قهر
قال : "وذهب المحققون وجمهور أهل الأداء إلى التفخيم فيهما، وهو الذي لا يوجد نص عن أحد من الأئمة المتقدمين بخلافه، وهو الصواب، وعليه العمل في سائر الأمصار، وهو القياس الصحيح"( ).
وعرض أيضا مذهب القائلين بالترقيق بسبب الكسرة بعد الراء وقول الحصري :
"ولا تقرأن را المرء إلا رقيقة لدى سورة الأنفال أو قصة السحر( )
فقال بعد ذكر اعتراض الحافظ أبي عمرو على هذا المذهب : "والتفخيم هو الأصح والقياس لورش وجميع القراء، وهو الذي لم يذكر في "الشاطبية" و"التيسير" والكافي" والهادي" و"الهداية" وسائر أهل الأداء سواه، قال : "وأجمعوا على تفخيم "ترميهم" و"في السرد" و"رب العرش" و"الارض" ونحوه، ولا فرق بينه وبين "المرء" والله أعلم"( ).
أحكام الوقف على الراء المرققة في الوصل :
ومن فروع مباحث الراءات حكم الراء المتطرفة التي يوقف عليها بالسكون أو به مع الإشمام أو روم الحركة.
وقد تعرض الإمام الشاطبي لحكم ذلك فقال :
وترقيقها مكسورة عند وصلهم
ولكنها في وقفهم مع غيرها
أو الياء تأتي بالسكون ورومهم وتفخيمها في الوقف أجمع أشملا
ترقق بعد الكسر أو ما تميلا
كما وصلهم فابل الذكاء مصقلا
قال أبو عبد الله الفاسي في شرحه لهذه الأبيات: "أخبر أن تفخيم الراء المكسورة في الوقف أجمع أشملا يعني إذا لم ترم حركتها، ولم يقع قبلها كسرة ولا ياء ساكنة ولا حرف ممال…وذلك نحو "من مطر"و"القمر" و"البحر" و"دسر" و"النار" و"الغرور" وما أشبه ذلك، وأشار بقوله "أجمع أشملا" للقراء الناقلين لرواية ورش وغيرهم، وفيه تنبيه على ما روي عن ورش من ترقيق ذلك في الوقف قال مكي- رحمه الله- في وقف ورش على مثل ذلك:
"الصحيح المختار أن يجريها مجرى الساكنة فيدبرها ما قبلها قال: وقد روى عنه بعض أصحابه أنه يقف بالترقيق- قال: ووجه ذلك أنه حمل الوقف على الوصل، والعرب تحمل الوقف على الوصل والوصل على الوقف في كثير من الكلام، قال: والمختار ما قدمناه أولا"( ).

قال الفاسي: "وفي ترقيق ورش لذلك قال الحصري رحمه الله عليه:
"وما أنت بالترقيق واصله فقف عليه به إذ لست فيه بمضطر( )
فنبه الناظم ـ الشاطبي ـ رحمه الله على أن الترقيق وإن كان جامعا لشمل القراء القائلين به فإن التفخيم أجمع أشملا للقراءة حيث جمع شمل أكثر الناقلين لرواية ورش ويشمل الناقلين لرواية غيره.

قال الحافظ أبو عمرو ـ رحمه الله ـ في "كتاب الراءات":
"فإن كان ما قبل الراء المكسورة فتحا أو ضما نحو "دسر" أو "نهر" وفقت بالتفخيم لا غير في مذهب الجماعة ".

قال الفاسي :
"وجملة الأمر أن الراء الموقوف عليها لا تخلو من أن تكون ساكنة في الوصل أو متحركة، فإن كانت ساكنة في الوصل كانت في الوقف على ماكانت في الوصل من ترقيق أو تفخيم، إن كانت متحركة في الوصل بأي حركة كانت فلا تخلو من أن يوقف عليها بالسكون خاليا من الإشمام، أو مصاحبا له، أو بالروم حيث يصح.

فإن وقف عليها بالسكون مطلقا نظر إلى ما قبلها، فإن كان كسرة متصلة بالراء أو حائلا بينه وبينها ساكن، أو كان ياء ساكنة أو حرفا ممالا رققت، وإن كان فتحة أو ضمة متصلة بالراء أو حائلا بينها وبينها ساكن غير ممال فخمت، لأن التناسب في الجميع إنما يحصل بذلك.

"والمراد بالحرف الممال الألف الممالة إمالة كبرى أو صغرى.
واختلف في قوله "بشرر" في رواية ورش، فألحقه الحافظ أبو عمرو وغيره بالممال، ونص على الوقف له فيه بترقيق الراء المتطرفة لوقوعها ساكنة بعد الراء المرققة، والترقيق ضرب من الإمالة كما تقدم".

وقال مكي : "إن وفقت عليه لورش بالإسكان وقفت بالتغليظ- قال : لأن الراء تصير ساكنة قبلها فتحة"( ).

تلك بإجمال أحكام الراء لورش من طريق الأزرق وما فيها من المتفق عليه والمختلف فيه. )) انتهي

للتدكير الموضوع منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alkoraan.ahlamontada.com
 
باب الراءات لورش
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
القراءات ( حسام احمد ) :: منتدى القراءات العشر-
انتقل الى: