القراءات ( حسام احمد )
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى يهتم بدراسات القران الكريم ( النصوص منقولة بتصرف )
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 السنة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


عدد الرسائل : 142
العمر : 52
تاريخ التسجيل : 06/06/2007

السنة Empty
مُساهمةموضوع: السنة   السنة I_icon_minitimeالإثنين يونيو 25, 2007 11:07 am

حجية السنة ومكانتها من التشريع
‎‎ السنة: هي المصدر الثاني من مصادر التشريع بعد القرآن الكريم، بل إن السنة مصدر مستقل بالتشريع، فما ورد في السنة فهو حجة يجب العمل به وإن لم يرد في القرآن. والأدلة على حجية السنة ووجوب العمل بها ما يلي:‏
‎‎ أ- قال الله عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول وإن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر } ‏
[النساء: 59].‏
‎‎ فأمر الله بطاعته وطاعة رسوله وأعاد الفعل (وأطيعوا ) إعلاماً بأن طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم تجب استقلالاً من غير عرض ما أمر به على القرآن، بل إذا أمر وجبت طاعته مطلقاً سواءً كان هذا الأمر في القرآن أم لم يكن.‏
‎‎ ب- قال الله عز وجل: {وماآتاكم الرسول فخذوه ومانهاكم عنه فانتهوا } [الحشر: 7].‏
‎‎ وهذا يدل على حجيتها وأنها مصدر مستقل من مصادر التشريع.‏
‎‎ ج- قال الله عز وجل: {وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة } [النساء: 113].‏
‎‎ د-وقال عز وجل: {واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة } [الأحزاب: 34].‏
‎‎ قال الإمام الشافعي: "ذكر الله عز وجل الكتاب وهو القرآن، وذكر الحكمة فسمعت من أرضى من أهل العلم يقول: الحكمة: سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ".‏
‎‎ هـ- قال صلى الله عليه وسلم: (تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله وسنتي ) رواه مالك في الموطأ.‏
‎‎ و- قال صلى الله عليه وسلم: (ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه ) رواه أبو داود والترمذي، وقال حسن صحيح. وصححه الألباني. ‏
‎‎ ي- وقال صلى الله عليه وسلم: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ) رواه أبوداود وصححه الألباني.‏
‎‎ ز- وقال صلى الله عليه وسلم: (لا ألفين أحدكم متكئاً على أريكته يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول: لا أدري ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه ) رواه الترمذي. وقال حسن صحيح. ‏
‎‎ وقد وقع ما حذر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته، فوجد في هذه الأمة من ينكر السنة إما مطلقاً أو ينكر بعضها. ‏
صور ومظاهر عدم الاحتجاج بالسنة
الصورة الأولى:
‎‎ الرد مطلقاً لكل السنة وأنه لا يعمل إلا بالقرآن، ولاشك أن معتقد هذا الأمر كافر وخارج من دين الإسلام، لأنه لم يؤمن برسالة النبي صلى الله عليه وسلم وأنه رسول الله حقاً وصدقاً، فهو تكذيب بالقرآن وآياته.‏
‎‎ ولعل من أبرز من تزعم الرد المطلق الطوائف التالية:‏
‎1. غلاة الرافضة: لأنهم يقولون بأن الصحابة كفار ولا يقبلون مروياتهم.‏
‎2. أهل القرآن أو القرآنيون: وهم بالهند وكان مؤسسها أحمد خان وعبد الله بكر ألوي.‏
‎3. بعض من تأثروا بالفكر الغربي ممن أنكر السنة أو شكك فيها.‏
الصورة الثانية: رد خبر الآحاد.
‎‎ المراد بخبر الآحاد: أي الذي جاءنا من طريق واحد.‏
‎‎ وأهل البدع كالمعتزلة وبعض الأشاعرة والماتريدية لا يقبلون أخبار الآحاد في أمور العقيدة حتى لو ثبتت بطريق صحيح، وقالوا إنه لابد من أن يأتي الحديث من عدة طـرق حتى نقبله.‏
‎‎ والرد عليهم من عدة أوجه :‏
‎‎ الوجه الأول: ‏
‎‎ قال الله عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأٍ فتبينوا } [الحجرات: 6].‏
‎‎ وجه الدلالة: أن الله سبحانه أمر بالتثبت وعدم قبول خبر الفاسق الواحد، معناه: أن نقبل خبر الثقة العدل الواحد.‏
‎‎ الوجه الثاني: ‏
‎‎ أن المسلمين لما أخبرهم المخبر وهو واحد وهم بقباء في صلاة الصبح أن القبلة حولت إلى الكعبة بعد أن كانت إلى بيت المقدس قبلوا خبره واستداروا وهم في صلاتهم، فلولا أن خبر الواحد عندهم حجة يجب العمل به لطلبوا رجلاً آخر أو ثالثاً معه، ولكنهم قبلوه مباشرة، فدل على أن خبر الواحد لابد من العمل به وأنه حجة.‏
‎‎ الوجه الثالث: ‏
‎‎ أن الله عز وجل قال: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك } [المائدة: 67].‏
‎‎ وهو رجل واحد، والرسول صلى الله عليه وسلم أرسل أصحابه للدعوة إلى الله، وكان يرسل الرجل الواحد ويقبل الناس خبره ويعتبرونه حجة فيما بينهم وبين الله، فهذا معاذ بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، وأمره أن يدعوهم إلى الإسلام والتوحيد وهو رجل واحد.‏
‎‎ الوجه الرابع: لما أنزل تحريم الخمر كان المنادي للناس رجل واحد، وقد سمعه عدد من الصحابة بل غالب أهل المدينة. وكسروا أواني الخمر ولم يقولوا لا نقبل خبر الواحد.‏
الصورة الثالثة: رد السنة لأنها لا توافق العقل:
‎‎ وهذه النزعة العقلية بدأت من المبتدعة الأوائل كالمعتزلة ومن نحا نحوهم من أهل البدع كالأشاعرة وغيرهم، وقد ردوا كثيراً من الأحاديث بحجة أن العقل لا يقبلها، خاصة ما كان يتحدث عن أمور الغيب، كأحاديث الصفات والأمور التي لم نشاهدها. وهذه الأمور لا يدركها العقل فكيف يمكن ردها ونحن لا نعلم كيفيتها، وقد استمرت النزعة العقلية حتى ظهرت في هذا العصر عصر العلم الذي يقدس العقل ولايؤمن إلاَّ بالمحسوسات، ولكن للأسف إن بعضاً ممن ينتسب إلى الإسلام تبنى مذهباً يقدم العقل على النصوص الشرعية، وهو ما يعرف بالمدرسة العقلية أو العقلانيين.‏
‎‎
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alkoraan.ahlamontada.com
Admin
Admin
Admin


عدد الرسائل : 142
العمر : 52
تاريخ التسجيل : 06/06/2007

السنة Empty
مُساهمةموضوع: منزلة السنة من القران   السنة I_icon_minitimeالإثنين يونيو 25, 2007 11:08 am

منزلة السنة من القرآن
‎‎ تتلخص منزلة السنة من القرآن في أنواع من البيان ووجوه من التفصيل، وهي كما يلي:‏
‎1. بيان لمجمل القرآن:
‎‎ بينت السنة ما أجمل من عبادات وأحكام، فقد فرض الله تعالى الصلاة على المؤمنين، من غير أن يبين أوقاتها وأركانها وعدد ركعاتها، فبين الرسول الكريم هذا بصلاته وتعليمه المسلمين كيفية الصلاة، وقال: (صلوا كما رأيتموني أصلي ) رواه البخاري.‏
‎‎ وفرض الحج من غير أن يبين مناسكه، وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم كيفيته، وقال: (خذوا عني مناسككم ) رواه مسلم.‏
‎‎ وفرض الله تعالى الزكاة من غير أن يبين ما تجب فيه من أموال وعروض وزروع، كما لم يبين النصاب الذي تجب فيه الزكاة من كل، فبينت السنة ذلك كله.‏
2. تخصيص العام في القرآن:
‎‎ ومن بيان الرسول صلى الله عليه وسلم للقرآن تخصيص عامه، من هذا ما ورد في بيان قوله تعالى: {يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين } [لنساء: 11].
‎‎ فهذا حكم عام في وراثة الأولاد آباءهم وأمهاتهم يثبت في كل أصل مورث، وكل ولد وارث. فخصت السنة المورث بغير الأنبياء، بقوله صلى الله عليه وسلم: (نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة ) رواه مسلم.‏
‎‎ وخصت الوارث بغير القاتل بقوله صلى الله عليه وسلم: (لا يرث القاتل )، رواه الترمذي وأحمد وغيرهما ، وصححه الألباني.‏
‎3. تقييد مطلق القرآن :
‎‎ ومن بيانه صلى الله عليه وسلم تقييد مطلق القرآن كما في قوله تعالى: {والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما } [المائدة: 38].‏
‎‎ فإن قطع اليد لم يقيد في الآية بموضع خاص، فتطلق اليد على الكف وعلى الساعد وعلى الذراع، ولكن السنة قيدت القطع بأن يكون من الرسغ، وقد فعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما: (أتي بسارق فقطع يده من مفصل الكف ). رواه الدار قطني.‏
‎4. تؤكد ما في القرآن :
‎‎ وتأتي سنة الرسول صلى الله عليه وسلم مثبتة ومؤكدة لما جاء في القرآن الكريم، أو مفرعة على أصل تقرر فيه. ومن ذلك جميع الأحاديث التي تدل على وجوب الصلاة والزكاة والصوم والحج وغيرها مما ثبت بنص القرآن.‏
‎‎ ومثال السنة التي وردت تفريعاً على أصل في الكتاب: منع بيع الثمار قبل بدو صلاحها. ففي القرآن الكريم قوله عز وجل:{لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم } [النساء: 29].‏
‎‎ وعندما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وجد المزارعين يتبايعون ثمار الأشجار قبل أن يبدو صلاحها، من غير أن يتمكن المشتري من معرفة كميتها وصلاحها، فإذا حان جني الثمار كانت المفاجئات غير الطيبة كثيراً ما تثير النزاع بين المتعاقدين، وذلك عندما يطرأ طارىء من برد شديد، أو مرضٍ شجري يقضى على الزهر، وينعدم معه الثمر، لذلك حرم رسول صلى الله عليه وسلم هذا النوع من البيع مالم يبد صلاح الثمر ويتمكن المشتري من التثبت من تمام تكونها، وقال: (أرأيت إذا منع الله الثمرة بم يأخذ أحدكم مال أخيه ؟) رواه البخاري ومسلم، واللفظ للبخاري.‏
‎5. ‏تقرير أحكام جديدة لم ترد في القرآن:
‎‎ وفي السنة أحكام لم ينص عليها الكتاب وليست بياناً له، ولا تطبيقاً مؤكداً لما نص عليه كتحريم الحمر الأهلية، وكل ذي ناب من السباع، وتحريم نكاح المرأة على عمتها أو خالتها.
‏ ‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alkoraan.ahlamontada.com
Admin
Admin
Admin


عدد الرسائل : 142
العمر : 52
تاريخ التسجيل : 06/06/2007

السنة Empty
مُساهمةموضوع: تدوين السنة   السنة I_icon_minitimeالإثنين يونيو 25, 2007 11:08 am

تدوين السنة
‎‎ 1. الكتابة في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم
‎‎ لم يكن العرب قبل الإسلام يعتمدون على الكتابة في حفظ أشعارهم وخطبهم وقصص أيامهم و مآثرهم وأنسابهم، بل اعتمدوا على الذاكرة، ونمت ملكة الحفظ عندهم فاشتهروا بقوة ذاكرتهم وسرعة حفظهم. ولكن هذا لا يعنى عدم وجود من يعرف الكتابة بينهم، ذلك لأن مجتمع مكة التجاري يحتاج إلى معرفة بالكتابة والحساب، ولكن عدد الكاتبين كان قليلاً، ولذلك وصفهم القرآن الكريم بأنهم أميون فقال عز وجل: {هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم } [سورة الجمعة: 2].‏
‎‎ وفي الحديث الشريف: (إنّا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب ) رواه مسلم، وقد حث الإسلام على العلم واهتم النبي صلى الله عليه وسلم بتعليم المسلمين الكتابة، فأذن لأسرى بدر أن يفدوا أنفسهم بتعليم عشرة من صبيان الأنصار القراءة والكتابة. وكان بعض المسلمين يتعلمون القراءة والكتابة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث تطوع بعض المعلمين بتعليمهم، مثل: عبد الله بن سعيد بن العاص، وسعد بن الربيع الخزرجي، وبشير بن ثعلبة، وأبان بن سعيد بن العاص. فكثر عدد الكاتبين حتى بلغ عدد كُتّاب الوحي زهاء أربعين كاتباً ناهيك عن كُتّاب الصدقات والرسائل والعهود.‏
كتابة الحديث في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم:
‎‎ ومع وجود عدد من الكُتّاب في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وقيامهم بتدوين القرآن الكريم، فإنهم لم يقوموا بجمع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وكتابته بشمول واستقصاء، بل اعتمدوا على الحفظ والذاكرة في أغلبه، ولم يأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، ولعله أراد المحافظة على ملكة الحفظ عندهم، خاصة وأن الحديث تجوز روايته بالمعنى خلاف القرآن الكريم الذي هو معجز بلفظه ومعناه ومن ثم فلا تجوز روايته بالمعنى، لذلك اقتضت الحكمة حصر جهود الكاتبين في نطاق تدوين القرآن الكريم، وللتخلص من احتمال حدوث التباس عند عامة المسلمين فيخلطوا القرآن بالحديث إذا اختلطت الصحف التي كتب فيها القرآن بصحف الحديث ، خاصة في الفترة المبكرة عندما كان الوحي ينزل بالقرآن الكريم ولم يكمل الوحي، ولم يتعود عامة المسلمين على أسلوب القرآن. وقد وردت أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم تنهى عن كتابة الحديث، كما وردت أحاديث تسمح بالكتابة.‏
فأما أحاديث النهي عن الكتابة فهي:
‎1. ‏(لاتكتبوا عني، ومن كتب غير القرآن فليمحه وحدثوا عني ولا حرج ) أخرجه مسلم من حديث أبي سعيد الخدري. رضي الله عنه.‏
‎2. قال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: (استأذنا النبي صلى الله عليه وسلم أن يأذن لنا في الكتاب فأبى ) رواه الترمذي، وصححه الألباني.‏
3. حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: (خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نكتب الأحاديث فقال: ما هذا الذي تكتبون ؟ قلنا: أحاديث نسمعها منك . قال: كتاب غير كتاب الله، أتدرون؟ ما ضل الأمم قبلكم إلا بما اكتتبوا من الكتب مع كتاب الله تعالى ) رواه أحمد بألفاظ مختلفة.‏
‎‎ وأقوى هذه الأحاديث حديث أبي سعيد الخدري الأول الذي أخرجه مسلم في صحيحه.‏
وأما أحاديث السماح بالكتابة فهي:
‎1. حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: "كنت أكتب كل شي أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أريد حفظه فنهتني قريش، وقالوا تكتب كل شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم بشر يتكلم في الغضب والرضا؟ فأمسكت عن الكتاب، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأومأ بإصبعه إلى فيه وقال: (اكتب فو الذي نفسي بيده ما خرج منه إلا حق )" أخرجه الدارمي في سننه وأبو داود، وصححه الألباني.‏
‎2. حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: "ما من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحد أكثر حديثاً عنه مني إلا ما كان من عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب ولا أكتب " رواه البخاري.‏
‎3. حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: "إن رجلاً أنصارياً شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم قلة حفظه فقال: (استعن بيمينك )" أخرجه الترمذي وقال: هذا حديث إسناده ليس بذلك القائم.‏
‎4. طلب رجل من أهل اليمن يوم فتح مكة من الصحابة أن يكتبوا له خطبة النبي صلى الله عليه وسلم بعد الفتح فاستأذنوا النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك فقال: (اكتبوا لأبي شاه )، رواه البخاري.‏
‎‎ 5. حديث أنس: ( قيدوا العلم بالكتاب ) رواه الدارمي، وصححه السيوطي، وقال الهيثمي رجال الصحيح.‏
‎‎ 6. حديث رافع بن خديج: " قلت يا رسول الله إنا نسمع منك أشياء أفنكتبها؟ قال: (اكتبوا ولا حرج )" رواه الطبراني في الكبير.‏
‎‎ 7. كتب النبي صلى الله عليه وسلم كتاب الصدقات والديات والفرائض والسنن لعمرو بن حزم.‏
‎‎ 8. قال النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي توفي فيه: (اتئوني بكتاب أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده ) رواه البخاري.‏
‎‎ 9. كتابـة النبي صلى الله عليه وسلم للصحيفة بين المهاجرين والأنصار وبين المسلمين و اليهود.‏
رأي العلماء في تعارض هذه الأحاديث:
‎‎ لقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن كتابة الحديث خشية اختلاطه بالقرآن الكريم الذي لم يكن قد جمع بعد، وكذلك خشية انشغال المسلمين بالحديث عن القرآن وهم حديثو عهد به، وإلى ذلك ذهب الرامهرمزي (ت 360هـ )، بقوله تعقيباً على حديث أبي سعيد الخدري وحديث أبي سعيد: "حرصنا أن يأذن لنا النبي صلى الله عليه وسلم في الكتاب فأبى ، فأحسبه أنه كان محفوظاً في أول الهجرة، وحين كان لا يؤمن الاشتغال به عن القرآن ".‏
‎‎ وأما أبو سليمان الخطابي (ت 388هـ ) فقال: "وجهه والله أعلم أن يكون إنما كره أن يكتب شيء مع القرآن في صحيفة واحدة أو يجمع بينهما في موضع واحد تعظيماً للقرآن وتنزيهاً له أن يسوى بينه وبين كلام غيره ".‏
‎‎ ولذلك فقد أذن النبي صلى الله عليه وسلم لبعض الصحابة المتقنين للكتابة أن يكتبوا الحديث مثل عبد الله بن عمرو بن العاص حيث اطمأن إلى عدم خلطة القرآن بالحديث. وذهب بعض العلماء ورأيهم ينسجم مع ما ذكر آنفاً إلى أن أحاديث السماح بالكتابة نسخت أحاديث النهي عنها، وذلك بعد أن رسخت معرفة الصحابة بالقرآن فلم يخش خلطهم له بسواه، وممن ذهب إلى النسخ من المتقدمين ابن قتيبة الدينوري، ومن المعاصرين الشيخ أحمد محمد شاكر، وهذا الرأي لا يتعارض مع تخصيص بعض الصحابة مثل: عبد الله بن عمرو بالإذن في وقت النهي العام، لأن إبطال المنسوخ بالناسخ لا علاقة له ولا تأثير في تخصيص بعض أفراد العام قبل نسخه.

السنة Pixel

السنة Footerxyz
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alkoraan.ahlamontada.com
Admin
Admin
Admin


عدد الرسائل : 142
العمر : 52
تاريخ التسجيل : 06/06/2007

السنة Empty
مُساهمةموضوع: ضوابط فهم السنة   السنة I_icon_minitimeالإثنين يونيو 25, 2007 11:10 am

. ضوابط الفهم السنة وتطبيقها
‎‎ بعد أن ذكرنا في موضوعٍ سابقٍ حجية السنة ووجوب العمل بها، لا بد لنا من ذكر الضوابط لفهم السنة التي يبنى عليها العمل.‏
1. أهمية العمل بها والدعوة إليها وإحياء ما اندرس منها بين الناس، وتربية الناس على ذلك.‏
2. لايجوز رد السنة أو عدم العمل بها بناءً على منطلقات عقلانية لا ترتكز على أسس ومقاصد شرعية.‏
‎‎ ومانراه اليوم من تركٍ وردٍ للسنن بحجة عدم مواكبتها للتقدم العلمي، أو عدم موافقتها لعقول البشر، ماهو إلا مظهر من مظاهر الهزيمة والضعف وعدم الاعتزاز بهذا الدين، بل هو مظهر جلي من مظاهر عدم فهم السنة فهماً صحيحاً.‏
3. لايجوز العمل بالسنة وتطبيقها بدون علم بفقهها وسؤال أهل العلم عنها، لأن الجهل بالنصوص والجرأة على العمل بها مع هذا الجهل من سمات أهل البدع، كما فعلت الخوارج فَنَزَّلت النصوص الواردة في الكفار على المسلمين فاستباحوا دماءهم وأموالهم.‏
4. من أهم أسس فهم السنة التأكد من النص الشرعي الوارد في الحديث هل يفيد الاستحباب أو الوجوب؟ أم أن مؤداهُ في نهاية الأمر إلى الإباحة ليس إلاّ؟ وهذا أساس لفهم السنن، ومعظم الخطأ الحاصل في فهم السنة مبني على هذا الأصل.‏
5. بعد ثبوت النص وأنه يدل على الاستحباب مثلاً، يبقى النظر في طريقة التطبيق، فلابد أن يكون فهمها أولاً، وتطبيقها ثانياً موافقاً لفهم السلف الصالح من الصحابة والتابعين، وكم من سنة ثبتت وأسيء فهمها فكان التطبيق بعيداً عن السنة.‏
6. أن من القواعد والضوابط لفهم السنة فهماً صحيحاً أن يعمل بالنصوص الواردة جميعها، وعدم الاقتصار على نص واحد وترك النصوص الأخرى، فهذه ميزة تميز بها أهل السنة والجماعة عن غيرهم من أهل البدع الذين أخذوا مايوافق أهواءهم وتركوا باقي النصوص.‏
7. لابد من النظر في المقاصد الشرعية عند تطبيق السنن، فكم من سنة يجب تركها لتحقيق مصلحة أكبر وأعظم، وكم من سنة تـترك لما يترتب على فعلها من مفاسد. ولا نعني بهذا الكلام أن نفتح الباب على مصراعيه للمصالح المتوهّمة، ولكن الذي يقدر هذه المصلحة علماء الإسلام المشهود لهم بالرسوخ في العلم وسلامة المنهج.‏
‎‎ فهذا نبي الله صلى الله عليه وسلم يترك هدم الكعبة وبناءها على قواعد إبراهيم عليه السلام حرصاً على دعوة قومه، كما جاء ذلك عن عائشة في البخاري حيث قال: (يا عائشة لولا أن قومك حديث عهد بجاهلية لأمرت بالبيت فهدم فأدخلت فيه ما أخرج منه وألزقته بالأرض.... ) الحديث، فقدم مصلحة الدعوة على بناء الكعبة على قواعد إبراهيم عليه السلام، مع أن الجميع مقصد شرعي، لكن مصلحة الدعوة أولى بالتقديم.‏
8. الأصل في تطبيق السنن أن تكون من دون تكلف، وتكون سهلة في التطبيق والإعداد قال الله عز وجل: {قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين } [سورة: ص:86].‏
‎‎
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alkoraan.ahlamontada.com
Admin
Admin
Admin


عدد الرسائل : 142
العمر : 52
تاريخ التسجيل : 06/06/2007

السنة Empty
مُساهمةموضوع: العمل بالسنة دين   السنة I_icon_minitimeالإثنين يونيو 25, 2007 11:13 am

التمسك بالسنة دين (1-2)




وإذا كانت السنة النبوية بتلك السعة وهذا الشمول، فإن التمسك بها تمسك بالدين، سواء تعلق الأمر بالأهم منها أو المهم، لأن الكل داخل في مطلق الاتباع وشمول الاقتداء والتأسي.

قال تعالى: ((قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم)) [آل عمران:31].

وقال تعالى: ((لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا)) [الأحزاب:21].

يقول الغزالي: " اعلم أن مفتاح السعادة في اتباع السنة، والاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم في جميع مصادره وموارده، وحركاته وسكناته، حتى في هيئة أكله وقيامه، ونومه وكلامه، لستُ أقول ذلك في آدابه في العبادات فقط - لأنه لا وجهَ لإهمال السنن الواردة في غيرها- بل ذلك في جميع أمور العادات، فبه يحصل الاتباع المطلق، كما قال تعالى: ((قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم)) [آل عمران:31].وقال تعالى: ((وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا))(1) [الحشر:7].

فهل - بعد ذلك - يليق بعاقل أن يتساهل في امتثال السنة، فيقول: هذا من قبيل العادات، فلا معنى للاتباع فيه؟

إننا نعلم أن من السنن ما هو مؤكد كان يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم كثيرًا، ومنه ما هو غير ذلك مما كان يفعله الرسول في بعض الأوقات.

ومن هذه السنة ما له قيمة كبيرة وثواب عظيم كأداء المسلم للصلوات في جماعة، ومنه ما له قيمة صغيرة كالأكل باليد اليمنى، وغير ذلك من تفصيلات الحياة التي كان يمارسها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

لقد رأى البعض أن التمسك بتلك الأشياء الصغيرة من السنن تشدد لا مبرر له, وحجر على العقول الإنسانية، إذ لا يدرى ما فائدة أن يأكل إنسان باليد اليمنى ويترك اليسرى؟ خاصةً وأن ما يسمونه حضارة يُملِي على الناس أن يستعملوا كلتا اليدين إحداهما تمسك السكين والأخرى تمسك الشوكة.

وهؤلاء من الذين يريدون أن يخضعوا كل شيء لموازين عقولهم حتى أمور الدين وما جاء به من أحكام وأخلاق وسلوك. هذا في الوقت الذي يعترفون فيه بأن هناك حدودًا للعقل لم يتخطها بعد، وفي الوقت الذي يدرك فيه كل عاقل أنه ليس هناك في الحقيقة عقل مجرد وإنما يتأثر عقل أي إنسان بالبيئة التي ينشأ فيها والثقافة التي يتثقفها، والعقائد التي يدين بها ويتعصَّب لها.

ومن هنا إذا حكَّم إنسانٌ ما عقله في العقيدة وفي الأمور الدينية فإنه يخشى عليه من أن يصدر أحكامًا خاطئةً؛ لأن العقائد الدينية ليست نابعةً من بيئة أو خاضعة لثقافة أو صادرة من عقل بشري، وإنما هي فوق ذلك ومن قوة عليا.

ومن أجل هذه الحقيقة واحترامًا من الإسلام للعقل البشري كانت هناك الحرية المطلقة في الدخول في الإسلام، وعلى أساس من الاقتناع الفكري والقلبي، أو على أساس التسليم: ((لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغيِّ))[ البقرة:256].

ولكن بعد الدخول في الإسلام على المرء أن يخضع لتعاليمه ومبادئه وقوانينه سواء أفهمها عقله وأدرك ما فيها من فوائد أم لا، وهذا هو المعقول وهي - بلا شك وفي اعتقاده إذا كان مسلمًا حقًا - صادرة من عليم خبير حكيم، يودع في طياتها كل ما يصلح عباده الذين خلقهم، فلِمَ إذن الاعتراض والافتراء بأن بعض أمور الدين التي جاءت من عند الله أو من رسول الله صلى الله عليه وسلم - الذي لا ينطق عن الهوى - غير معقولة أو غير مفيدة؟

لكننا بعد أن نسلم بكل ما يأتي به الرسول صلى الله عليه وسلم، ونمارسه سواءٌ أكان هذا من الفروض الواجبة علينا أو من غيرها فإننا حتمًا سنهتدي إلى الفوائد التي نجنيها من ممارستها؛ لأن الإسلام الذي جاء من عند الله لا يتناقض مع العقل أو الطبيعة البشرية التي خلقها الله عز وجل كذلك.

ولنفكر في تلك الفوائد التي يمكن أن تجنى من تمسكنا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخاصةً ما ترك لاختيارنا وإرادتنا، نفعله أو لا نفعله ما كبر منه وما صغر، إننا نوافق بعض الباحثين فيما ذكروه من فوائد وأسباب ثلاثة لتمسكنا بالسنة(2).

السبب الأول:

" هو تمرين الإنسان بطريقة منظمة على أن يحيا دائمًا في حال من الوعي الداخلي واليقظة الشديدة وضبط النفس".

فالله تعالى قد ميّز الإنسان عن سائر المخلوقات بالإرادة الحرة، ولكن من الممكن أن يلغى هذه الإرادة إذا أسلم الإنسان نفسه لعادات وأعمال تصدر منه دون وعي ودون تفكير " فإن الأعمال والعادات التي تقع عفو الساعة تقوم في طريق التقدم الروحي للإنسان كأنها حجارة عثرة في طريق الجياد المتسابقة".

يجب إذن أن تظل هذه الإرادة حيةً نابضةً في الإنسان، ويجب أن تقلّ الأعمال عنده التي تصدر منه في غيبة هذه الإرادة " فكل شيء نفعله يجب أن يكون مقدورًا بإرادتنا وخاضعًا لمراقبتنا الروحية" حتى نُحقِّق ذواتنا.

والتمسك بالسنن غير المفروضة يعيننا على ذلك، إنها تحتاج إلى شيء من الجهد وإلى شيء من المشقة في بعض الأحيان، وإلى كثير من التحدي، خاصةً في عصرنا الذي نعيش فيه، فالمحافظة على الصلاة في جماعة في أول الوقت فيه شيء من المشقة، وخاصةً إذا كانت هذه الصلاة هي صلاة الفجر... وصلوات النوافل التي تصاحب الفروض قبلاً أو بعدًا فيها شيء من الجهد في عصر كل ما فيه سريع ومشاغله كثيرة.. والأكل باليد اليمنى فيه تحدٍ لما يسمّى بالتحضر في عصرنا الذي يملي على بعض المجتمعات أن يأكل أفرادها بشوكة في يد، وسكين أو ملعقة في أخرى.

هو إذن يستعمل إرادته في كل هذه الأمور ويجددها ويوقظها حتى لا تنام أو تسلم قيادها لعادات وتقاليد تصدر دون وعي فتموت هذه الإرادة....

ثم ماذا تكون النتيجة عند ما تموت؟... سيحتاج يومًا إلى هذه الإرادة في وجه كثير من صعوبات الحياة ومشاكلها فلا يجدها.. ويومئذٍ لا تفيده كل وسائل الحضارة التي يملكها إنسان هذا العصر، وهذا هو السرّ في أننا نجد ظاهرة الهروب من الحياة تتجلى أوضح ما تكون على شكل الانتحار أو غيره, في البلاد التي امتلكت أسباب الحضارة ووسائل الرفاهية.

يقول محمد أسد: " قد لا يكون من المهم في ذاته أن نأكل بأيِّ اليدين ولكن إذا اعتبرنا التنظيم فمن أشدِّ الأمور أهمية أن تأتي أعمالنا مقدرة بنظام، وليس من السهل على الإطلاق أن يبقى الإنسان في تنبيه مستمر لمحاسبة النفس وضبطها حتى ولو كانت فيه هاتان القوتان مثقفتين غاية التثقيف، إن كسل العقل لا يقل في حقيقته عن كسل الجسم، فإنك إذا سألت رجلاً تعود حياة القعود أن يسير مسافةً ما فإنه لا يسير غير قليل حتى يتعب، ويصبح غير قادر على أن يتابع مسيره، وليس هذا شأن من تعود في حياته كلها أن يمشي ومرن على ذلك، ثم لا يجد في هذا النوع من الجهد العضلي جهدًا على الإطلاق".

ثم يقول: " فإذا تحتم علينا أبدًا أن نخضع جميع ما نعمل وجميع ما نترك لتمييز عقلي معلوم، فإن مقدرتنا على ضبط النفس - واستعدادنا لذلك ينموان تدريجيًا، ثم يصبحان فينا طبيعةً ثانيةً، وفي كل يوم ما دام هذا التمرين مستمرًا - يتناقص كسلنا الأدبي حسب ذلك(3).

ولربما كان هذا هو السرّ في أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يحبذ أن يصلِّي الرجل صلاة النافلة في بيته؛ لأن هذا أدعى إلى تحريك عزيمته وإيقاظها، أما إذا صلاها في المسجد فإن الدواعي لها كثيرة، بحيث لا يمكنها أن تسهم في تربية الإرادة، من وجوده في المسجد، وصلاتها مع الفرض.

وحتى تؤتى السُنَّة ثمرتها في هذا المجال، فلا تصبح عادةً وعملاً آليًا يقوم به المسلم - دون وعي- من الواجب عليه أن يكون متيقظًا دائمًا وهو يقوم بها، وألا يحاول أن يؤديها كعمل شكلي لا روح فيه ولا فائدة منه، وإلا أصبحت كالرموز أو الطقوس تؤدى دون أن تسهم تثقيفًا في حياة المسلم. إن بعض المسلمين يدلكون أسنانهم بأصابعهم عند الدخول في الصلاة حتى يحافظوا على سنة السواك... لا، " إن السواك مطهرة للفم مرضاة للرب "(4). ولن يتحقق هذا إلا بالسواك، أما الأصابع في هذه الحالة فربما أدت إلى الضرر إن لم تكن شكلاً فقط، وليست فيها المشقة التي تربي الإرادة. أما الرسول صلى الله عليه وسلم فيقول: " لو لا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة"(5). إذن فليرغم الإنسان نفسه وكسله إذا أراد أن يقتدي بالرسول صلى الله عليه وسلم في هذا.

إن السنة - ليست كما يزعم النقاد من الخصوم من نتاج المرائين الظاهرين الجفاة؛ ولكنها نتاج رجال(6) ذوي عزيمة ولوذعية, وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا من هذا الطراز الأول، إن وعيهم الدائم ويقظتهم الباطنة، وشعورهم بالتبعة في كل شيء- كانت هي الإعجاز في مقدرتهم وفي فوزهم التاريخي المدهش(7).

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alkoraan.ahlamontada.com
Admin
Admin
Admin


عدد الرسائل : 142
العمر : 52
تاريخ التسجيل : 06/06/2007

السنة Empty
مُساهمةموضوع: السنة فى القران   السنة I_icon_minitimeالإثنين يونيو 25, 2007 11:14 am

: السنة النبوية في القرآن الكريم

لقد ذكرت السنة في القرآن الكريم كثيراً .

1. فذكرت بلفظ الحكمة كما في :

قوله تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام في دعائه لهذه الأمة : " ربنا وابعث فيهم رسولاً منهم يتلوا عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة و يزكيهم .." { البقرة /129 } وقوله تعالى : " كما أرسلنا فيكم رسولاً منكم يتلوا عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة .." { البقرة / 151 } وقوله تعالى : " لقد منَّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب و الحكمة " { آل عمران / 164 }

وقوله تعالى : " وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة " { النساء / 113 }

وقوله تعالى : " واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة " { الأحزاب / 34 }وقوله تعالى : " هو الذي بعث في ألأميين رسولاً منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم
الكتاب و الحكمة "
{ الجمعة / 2 }


قال الحسن وقتادة : الكتاب : هو القرآن ، و الحكمة هي سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم (1)

وقال الإمام الشافعي رحمة الله تعالى : " ذكر الله الكتاب ، وهو القرآن ، وذكر الحكمة فسمعت من أرضى من أهل العلم بالقرآن يقول : الحكمة : سنه رسول الله ، وهذا يشبه ما قال ، والله أعلم ، لأن القرآن ذكر واتبعته الحكمة ، وذكر الله مَنّه على خلقه بتعليمهم الكتاب والحكمة ، فلم يجز – والله أعلم – أن يقال الحكمة ههنا إلا سنه رسول الله ، وذلك أنها مقرونة مع كتاب الله ، وأن الله افترض طاعة رسوله وحتم على الناس اتباع أمره ، فلا يجوز أن يقال لقول فرض إلا لكتاب الله ثم سنه رسوله ، لما وصفنا من أن الله جعل الإيمان برسوله مقروناً بالإيمان به ، وسنه رسول الله مبينة عن الله معنى ما
أراد : دليلاً على خاصه وعامه،ثم قرن الحكمة بها بكتابه فأتبعها إياه ،ولم يجعل هذا لأحد من خلقه غير رسوله " (2)


وقال الطبري – رحمة الله - : " ويعلمهم الكتاب والحكمة " يعنى : ويعلمهم كتاب الله الذي أنزل عليه ، ويبين لهم تأويله و معانيه " الحكمة " ويعنى بالحكمة : السنة التي سنها الله جل ثناؤه للمؤمنين على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيانه لهم .(3)

وقال الطبري – أيضاً – بعد أن ذكر آراء الأئمة في تفسير الحكمة – و الصواب من القول عندنا في الحكمة أنها العلم بأحكام الله تعالى لا يدرك علمها إلا ببيان الرسول صلى الله عليه وسلم والمعرفة بها ، وما دل عليه ذلك من نظائره .(4)

وإذا سلمنا بهذه الحقيقة ، وهي أن بيان القرآن الكريم هو الحكمة التي أوتيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقرنت بالكتاب ، وأن هذه الحكمة ليست شيئاً سوى سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإن هذا التسليم يطرح تساؤلات :

من بينها : أن القرآن لم يستخدم لفظ " السنة " تعبيراً عن " بيان القرآن " وإنما استخدم لفظ " الحكمة " فما سبب هذا العدول ؟

ثم : إذا كان لفظ " الحكمة " هو ما آثره القرآن ، فلم عدل عنه النبي ، وصحابته ، وعلماء الأمة من بعده ، واستبدلوا به لفظ " السنة " ؟

يقول الدكتور الخولي : " وفي تقديرنا : أن بداية هذا التفسير كامنة في الفرق بين طبيعة كلٍ من " الكتاب " و " السنة " رغم وحده مصدرهما ، وهو " الوحي " كلاهما وحي من الله – تعالى – بشهادة القرآن نفسه .. و السنة من بعده .

أما شهادة القرآن فتطالعنا بينة قاطعة في قوله تعالى : " وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى " { النجم / 4،3 }

فما ينطقه رسول الله شامل لما يتلوه على الناس ، من قرآن ، وما يقوله لهم من حديث . كلاهما وحي إذا .

وبناء على ما قررنا : من أن الحكمة هي " سنه " رسول الله .. و أنها ليست سواها ، فقد أصبحت الآية الكريمة : " و أنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيماً " { النساء / 113 } . دليلاً ثانياً قاطعاً ، على أن السنة وحي ، أنزلها الله على رسوله – كما أنزل الكتاب .

و دليل ثالث : " ثم إن علينا بيانه " { القيامة / 19 } إنه وعد قاطع بأن بيان القرآن ، سوف يتولاه الله ، كما تولى " جمعه وقرآنه " على حد سواء ، ولا معنى لهذا سوى : أن يوحي إليه هذا البيان ، بصورة من صور الإيحاء .

السنة إذا وحي بشهادة القرآن البينة ، و هي وحي بشهادتها كذلك : " ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه " (5)

وهو لم يؤت شيئاً غير القرآن – سوى السنة ،ـ والسنة ليست مثل القرآن في شيء إلا في كونها وحياً مثله .

ومهما حاولنا أن نجد معنى لكونها مثل القرآن غير كونها وحياً مثله ، فقد حاولنا محالاً . فمن البين أنها ليست مثل القرآن كماً ، وليست مثل القرآن كيفاً .. و لا يتحدى بها كما يتحدى بالقرآن ...

إن بين القرآن و السنة شبهاً محدداً ، ينحصر في أن كليهما وحي من عند الله تعالى ، وبينهما فرق : أن القرآن " وحي " بلفظه ومعناه ، أما السنة فهي " وحي " بمعناها دون لفظها .

ونحن نجد هذا الفرق على نحو قاطع ، حين نتأمل ما أحيطت به رواية " السنة " بالقياس إلى ما أحيط به تبليغ " القرآن " .

لقد تكفل ربنا بحفظ القرآن ، وحماه أن يناله تغيير أو تحريف .." إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " {الحجر / 9}

ولكنه وكل إلينا حفظ " السنة " ..فتطرق إليها شيء من مما لا سبيل للبشر إلى توقيه ، وأبسطه هذا الاختلاف في رواية الحديث الواحد ، بطرق شتى ، كلها موثوق صحيح ، إذ هذا قاطع بأن تصرفا حدث في الرواية ، وهو سبب هذا الاختلاف ، وإذا كان هناك خلاف حول جواز رواية الحديث بالمعنى ، فهناك إجماع على عدم جواز قراءة القرآن بالمعنى البتة .

ذلك أن لفظ القرآن متعبد به ، ولا كذالك لفظ الحديث النبوي ، والقرآن هو المعجزة وبه التحدي ، ولا كذالك السنة .

هذه الفروق وراء المفارقة البادية ، في إيثار القرآن لفظ " الحكمة " وعدول النبي صلى الله عليه وسلم عنه إلى لفظ " السنة " .

وإذا سلم لنا هذا الفرق الجوهري : أن " القرآن " وحي : لفظه ومعناه ، وأن " السنة " وحي بمعناها دون لفظها ، فقد انفتح لنا الباب لإسقاط الإشكال من أساسه .

وهنا نجتهد آملين في الله أن نكون على صواب : أن " الحكمة " هي : المعاني التي تضمنتها أحاديث رسول الله ، أوحاها الله إليه ، وكساها – صلوات الله عليه – ألفاظا من عنده .

أما " السنة " : فهي هذه المعاني الموحى بها ، بعد أن اكتست العبارة التي تحملها ، وإذا فمفهوم
" السنة " غير مفهوم " الحكمة " .


" الحكمة " هي " المعاني " وحدها .. و " السنة " هي المعاني بألفاظها ، وبالتالي لا عدول من جانب النبي – صلى الله عليه وسلم – عن نهج القرآن ، أو تسميته ، و لا مفارقه هناك ؟!

مفهوم " الحكمة " مختلف عن مفهوم " السنة " .....

" السنة " معنى : هي الحكمة .. وهي بهذا المفهوم وحي من عند الله . و " السنة " معنى ولفظاً : هي حديث رسول الله ، وما في معناه ، من فعل أو تقرير .

و الدليل على أن معنى " السنة " وحي من عند الله ، أن لفظها المعبر عن المعنى هو لرسول الله
­– صلى الله عليه وسلم – الدليل على هذا قول النبي – صلى الله عليه وسلم - : " إن الروح الأمين قد ألقي في رُوعي : أنه لن تموت نفس ، حتى تستوفي رزقها ، فأجملوا في الطلب " و في رواية : " إن روح القدس نفث في روعي ... " (6)


" نفث في روعي " لا معنى لها هنا إلا الإلهام ، والإلقاء في النفس ، وما يلقى في الروع لا يكون إلا من باب المعاني .

لأن ما يلقى بلفظه ومعناه يلقى في الروع و في السمع في آن واحد ، كالحديث القدسي ، و القرآن العظيم .

وإذا فما نسمعه ونقرؤه من هذا الحديث ، ليس ما ألقي في " روع " رسول الله وقلبه .

لقد ألقى إليه المعنى ، فعبر عنه ، وإذا فهذه المعاني الإلهية الموحى بها ، قد وصلتنا من خلال عبارة رسول الله .

وعبارة رسول الله صاغها على طريقته ، وبأسلوبه الخاص ، وهي طريقة في البيان تختلف لا محالة ، عن طريق البيان الإلهي في القرآن .

و السنة لغة : الطريقة ، فهل نبعد إذا قلنا : سنة رسول الله : هي طريقته في تبليغ ما أوحى إليه من بيان القرآن – المعاني التي ألهمها – بلفظه وأسلوبه : " حديثاً " أو بفعله : " عملاً " أو بتقريره : " إجازة " وهما في دلالتهما كاللفظ ؟!

ترى : هل يمكن الآن اقتراح وضع لفظ " الحكمة " بدل لفظ " السنة " أو العكس ؟!

لقد استقر كل لفظ في موضعه ، لا ينازعه الآخر فيه .. لأن أياً منهما لا يصلح بديلاً من
صاحبه (7) ؟!


2. وذكرت السنة في القرآن الكريم بأساليب أخرى ، منها :

الأمر بطاعته صلى الله عليه وسلم ، كقوله تعالى : " يا أيها الذين أمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول و أولى الأمر منكم " { النساء / 59 }

ومنها : قبول أمره ونهيه صلى الله عليه وسلم ، كما في قوله تعالى : " و ما أتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا " { الحشر / 7 }

ومنها : القبول والتسليم لقضائه صلى الله عليه وسلم ، كما في قوله تعالى : " فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت و يسلموا تسليماً "{ النساء/65 }

ومنها : التحذير من مخالفته صلى الله عليه وسلم ، كما في قوله تعالى : " فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنه أو يصبهم عذاب أليم " { النور / 63 }

ومنها : وجوب اتباعه صلى الله عليه وسلم ، كما في قوله تعالى : " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم " { آل عمران / 31 } . وقوله سبحانه : " و اتبعوه لعلكم تهتدون "
{ الأعراف / 158 }

فهذه النصوص وما في موضوعها تلزم الأمة بهدية صلى الله عليه وسلم ، و تبين أن ما جاء به فعلى الأمة أن تقبله وأن تعمل به ، وهذا هو الذي نسميه " سنته " صلى الله عليه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alkoraan.ahlamontada.com
 
السنة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
القراءات ( حسام احمد ) :: العقيدة-
انتقل الى: